سجى
عدد الرسائل : 90 تاريخ التسجيل : 18/02/2008
| موضوع: حمى الضنك ( العظم المكسور) الثلاثاء فبراير 19, 2008 7:01 pm | |
| السلام عليكم
حمى الضنك أو حمى العظم المكسور هي جزء من منظومة فيروسية تسمى الحمى النزفية الفيروسيةوهي مجموعة أمراض تشترك فيما بينها بأعراض وعلامات مشتركة مثل الحمى والتعب وفقدان الشهية والإعياء وفي الحالات الشديدة قد يصاب المريض بالنزف الظاهر أو الباطن، وقد يتعرض المصاب للتشنجات أو قد يدخل في غيبوبة تفضي به إلى الوفاة، وتنتقل هذه الأمراض بوسائل مختلفة، وذلك حسب نوع الفيروس، فمنها ما ينتقل بواسطة القوارض والحشرات
فحمـى الضنــك مـرض فيـروسي تسـببه مجمــوعة من الفيـــروســات تســـمــى ( dengue viruses) والتـي تنتقل عن طريق البعوض المسمى (aedes aegypti) (لا تنتقل العدوى من شخص إلى آخر)، وتتكاثر هذه البعوضة في المياه المخزونة لأغراض الشرب أو السباحة، أو مياه الأمطار المحجوزة للزراعة، أو المتجمعة في الشوارع والطرقاتأو الراكدة والمتبقية في الصفائح الفارغة والبراميل والإطارات وعند مكيفات الهواء وحول المسابح. وتنتشر حمى الضنك في بعض الأحيان على شكل موجات وبائية، وتكون نسبة الإصابة السكانية في هذه الوبائية مرتفعةفقد تصل إلى 80% من مجموعة السكان في المنطقة الموبوءة.ولحمى الضنك شكلان سريريانالأول بسيط وهو الغالب، حيث يشبه الزكمة الفيروسية إلى حد كبير في بداياته، ثم تشتد الحمى حتى تصل إلى 40 درجةمئوية، وقد تسبب الاختلاجات أو التشنجات في الأطفال، وتكون غالباً مترافقة مع الصداع وخاصة في منطقة الجبهة أو خلف محجر العينين، ثم تظهر الأعراض الأخرى فيما بعد مثل آلام الظهر والمفاصل والعضلات وفقدان الشهية وفقدانالذوق والغثيان والقيء والكسل العام والطفح الجلدي، وهنا يمكن أن تنخفض الحرارة، لكن بعد مرور يوم أو يومينيظهر طفح جلدي جديد وينتشر في جميع أرجاء الجسم ما عدا الكفين والقدمين، وفي اللحظة التي يظهر فيها هذا الطفح الثاني ترتفع الحمى من جديد لتعطي ما يسمى بالحمى ثنائية الأطوار والتي تستمر عدة أيام ثم تنخفض من جديد ليدخل المصاب في مرحلة من الوهن العام أو الكآبة.ولو فحصنا المريض المصاب بهذا النوع البسيط من حمى الضنك لما وجدنا عنده الكثير من العلامات المميزة، اللهم إلاالحمى والطفح الجلدي وتضخم في العقد اللمفاوية وبطء في ضربات القلب، ولو أجرينا له فحوصات مختبرية لوجدنا انخفاضا في كريات الدم العام بما فيها الكريات البيضاء والصفائح الدموية، وزيادة كثافة الدم، ولو أجرينا تخطيطاً للقلبلوجدنا بطئا في ضربات القلب.أما الشكل الثاني من حمى الضنك فهو الشكل النزفي، وهو مرض خطير وربما قاتل، وتسببه نفس فيروسات الضنك أيضاًإلا أنه لا يحصل في الإصابة الأولى للفيروس، بل يغلب أن يكون في إصابات ثانية لنفس الفيروس أو بعد إصابة جديدةلفيروس ضنكي آخر غير الأول. ومن هنا فيجب الانتباه للموجات الوبائية القادمة التي تكون أكثر خطورة من الموجة الأولى والتي تكثر فيها عادة حالاتالنزف المميت، ولقد سجلت لنا الذاكرة الطبية التاريخية حصول موجة وبائية لحمى الضنك النزفية في كوبا عام 1981محيث راح ضحيتها مئات المرضى، وحينما دقق الأطباء في هذا الأمر تبين لهم أن وباء 1981م القاتل والذي تسبببه فيروس الضنك نوع (dengue 2) كان قد سبقه وباء خفيف لفيروس (dengue 1) في عام 1977م.وتتميز بدايات الشكل النزفي من حمى الضنك بأعراض وعلامات مشابهة للشكل البسيط أما الطور الثاني الخطير للمرض فيبدأ بعد مرور عدة أيام 2-5، حيث يتطور لدى المريض صدمة ونزف بشكل سريع ومفاجئ.ولو فحصنا المريض في هذه المرحلة لوجدنا لديه واحدة أو أكثر من العلامات التالية....الأطراف باردة ورطبة بينما وسط المريض حار، الوجه متورد، تعرق المريض، ألم في منطقة الشرسوف، علاماتعصبية مثل تهيج وقلق وعدم ارتياح، والأهم والأخطر من كل ذلك هي علامات النزف على المريض سواء كان على شكلبقع نزفية تحت الجلد أو سهولة النزف لدى تركيب الكانيولا الوريدية أو نزف هضمي أو بولي. ويستمر الطور الثاني الخطير للمرض بعد حدوث فترة 24-36 ساعة، وينتهي إما بالتدهور المفضي إلى الموت لا سمح اللهوذلك حتمي إذا حدث نزف دماغي خطير، أو التحسن والشفاء بإذن الله، وهنا يأتي دور الطبيب، فإذا تدخل في الوقتالمناسب ببعض اللمسات الذكية فقد ينقذ روحاً بشرية عزيزة، والتدخل الذي نعني به أن يتم وضع المصاب تحت المراقبةالطبية في المستشفى، وأن توضع له كانيولا وتنقل له السوائل المناسبة وبالكمية المناسبة (وذلك حسب وزنه)، أو تنقل لهالبلازما أو الصفائح الدموية عند الحاجة، فإن تعذر ذلك فيعطى كمية من الدم تناسب وزنه وحالته، ويتم تخفيض الحرارةالعالية بالماء (كمادات)، وهنا نستذكر حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (الحمى من فيح جهنم فأطفئوها بالماء)، والباراسيتامول، ويمنع إعطاء الأسبرين والبروفين وغيرهما من مميعات الدم لمنع المزيد من النزف، أما المضادات الحيوية فتترك لحاجة كل مريض، والحاجة يقدرها الطبيب والأصل فيها الإقلاع والتقتير لا الإسراف والتبذير.الوقاية- إزالة أماكن توالد البعوض الناقل من خلال تغطية محكمة لخزانات المياه وعدم تخزين المياه في أوعية مكشوفة، وإزالة بؤرتراكم المياه مثل أواني الزهور وإطارات السيارات القديمة وأوعية تخزين المياه. - وضع شبك ضيق المسام على الأبواب والنوافذ للحماية من لدغات البعوض نهاراً.- استخدام الناموسيات في حالة النوم خارج المنزل.- استخدام طارد الحشرات. - تبليغ السلطات عن أي حالة فوراً والتعاون معها لإعطاء معلومات صحيحة عن سابقة المرض والعنوان وتسهيل عمل فريقالمكافحة لعمل الاستقصاء الوبائي ورش المنزل المصاب والمنازل المجاورة. وقانا الله واياكم من هذا المرض
| |
|